يحكي لنا عامر حليحل هذه المرّة قصّة باسل، الّذي نزل الهوتة والغولة لم تكن هناك، واتّفق الجميع على أنّه بطل كبير.
«الهوتة»، وهي ظاهرة طبيعيّة فريدة من نوعها؛ كهف عموديّ في الأرض، تقع بالقرب من قرية باسل (في الأربعين). يقرّر باسل في جيل 15 سنة أن يفعل ما لم يفعله أحد من قبل، أن ينزل الهوتة، متحدّيًا القرية كلّها، الّتي كانت تعتقد أنّ الغولة تسكن الهوتة، وأنّها تملك أسراب الحمام الّتي تعيش فيها، ولا يستطيع أحد أن يمسّها، وإن حدث ومسّها ستأتيه الغولة ليلًا لتأكله بملابسه.
ثمّ أتت الثورة، الّتي جرّت الانقسام، الّذي جرّ المواجهات، الّتي أتت بالحرب؛ فجاءت فصائل وكتائب متنازعة. وبينما كان يبحث باسل عن شقيقه في خضمّ الحرب، يقع في أيدي فصيل محارب، ومن هذه اللحظة يتنقّل باسل في رحلة سيزيفيّة من فصيل إلى آخر؛ يحارب، يطلق النار، يتورّط في كلّ ما تمليه الحرب على مَنْ تمرّ عليه عنوة. وخلال رحلته الّتي لا يقبلها منطق سوى منطق الحرب، يفقد باسل كلّ ما كان لديه؛ الناس، والأهل، والأصدقاء، والحبيبة، وكلّ ما كان يعرفه قبل الحرب.
في «الهوتة» المستوحاة من أحداث قصّة حقيقيّة، يسأل عامر حليحل: ما الّذي في الحرب يجعلنا وحوشًا بعد أن كنّا قبلها بلحظة أشخاصًا عاديّين؟ هل النفس البشريّة انتقاميّة غريزيًّا؟ هل الحرب حقيقتنا البشريّة الوحيدة؟
تأليف وتمثيل: عامر حليحل
اخراج وتصميم: أمير نزار زعبي
موسيقى: سمر كينغ حداد
تصميم إضاءة: معاذ الجعبة
انتاج: جمعية سرد ومؤسسة قديتا
بدعم من: مؤسسة عبد المحسن القطان